عرب لندن
دعا مثقفون عرب، في رسالة مفتوحة إلى نظرائهم في الغرب، هؤلاء الأخيرين إلى استنكار الجرائم الوحشيّة الإسرائيليّة ضدّ الشّعب الفلسطينيّ، وإلى الإعلان عن موقفِ تأييدٍ صريحٍ للحقوق الوطنيّة الثّابتة  لشعب فلسطين في أرضه، فضلا عن دعوتهم إلى حوارٍ حول هذه المسائل على قاعدةِ القيم والمبادئ العليا التي تقوم عليها الحضارة الإنسانيّة.
وهذا نصّ الرّسالة مُذَيَّلًا بأسماء الموقّعين عليها 
رسالة مفتوحة
من المثقّفين العرب إلى مثقّفي الغرب
نص الرسالة 
بمناسبة المواجهات التي تجري بين الـمقاومة الفلسطينيّة وقوى الاحتلال الإسرائيليّ في قطاع غزّة ومحيطه؛ وفي مناسباتٍ أخرى من المواجهةِ سابقةٍ، كنّا ننتظر - نحن المثقّفين العرب- من مفكّري بلدان الغرب وأدبائها وفنّانيها أن يُقابِلوا نضالَ الشّعب الفلسطينيّ من أجل حقوقه الوطنيّة المشروعة والعادلة بالنُّصْرةِ والتّأْييد، أُسوةً بما تفعله قطاعاتٌ اجتماعيّةٌ حيّة  من شعوب بلدان الغرب من خلال تظاهُراتها المناصِرة للحقوق الفلسطينيّة، والـمندِّدة بممارسات القمع والقتل والاستيطان والحصار وتغيير المعالم التّاريخية والدّينية لفلسطين: التي تقوم بها إسرائيل في الأراضي الفلسطينيّة المحتلّة؛ بل وأُسوةً - أيضاً- بالـمواقف الـمبدئيّة  الــمشرِّفة التي يُفْصح عنها قسـمٌ من الــمثقّفين والــمبدِعين والأكاديــميين في أوروبا وأمريكا بشجاعةٍ أدبيّة عالية.
لقد كنّا ننتظر ذلك من مثقّفي الغرب لأنّا نرى فيهم الفئةَ الحيّة المُؤتَمَنَة، في مجتمعاتها، على حماية المبادِئ والقيم الكبرى التي صنعتِ الحضارةَ الإنسانيّة الحديثةَ والمعاصرة؛ ولأنّنا نتقاسم وهؤلاء المثقّفين الإيمانَ بالمبادئ والقيم الإنسانيّة عينِها: الحريّة، والعدالة، والمساواة، وحقوق الإنسان، وحماية الكرامة الإنسانيّة، ونبذ التعّصّب والعنصريّة، ونبذ الحرب والدّفاع عن السّلم، ورفض الاحتلال، والاعتراف بحقّ الشّعوب في استرداد أراضيها المحتلّة وفي تقرير المصير والاستقلال الوطنيّ...إلخ. وإذْ يشعُر الموقِّعون أدناهُ، من المثقّفين العرب، بوجود فجوةٍ هائلة بين ما تميل الثقافةُ في الغرب إلى الإفصاح عنه من رؤًى وتصوُّراتٍ ومواقفَ تتمسّك بمرجعيّة تلك المبادئ، نظريًّا، وما تُترجِمُه مواقفُ القسم الأعظم من المثقّفين- في الوقت عينِه - من ميْلٍ إلى مناصرةِ الجلاّدّ المعتدي على حساب حقوق الضحيّة المعتَدَى عليه والمحتلّة أرضُه، أو من الصّمت على جرائمه المتكرّرة...، فهُمْ يشعرون- في الآن نفسِه -بالفجوة الهائلة بين مبدئيّة مواقف مثقّفي الغرب في شأن قضايا أخرى في العالم -نشاطِرُهُم الموقفَ في ما هو عادلٌ منها- وبين لَواذِهم بالصّمت والتّجاهُل حين يتعلّق الأمر بقضيّة فلسطين وحقوقِ شعبها في أرضه؛ الحقوق التي اعترفت بها قراراتُ الأمم المتّحدة ذاتُ الصّلة ! وما أغنانا عن القولِ إنّ الفَجْوتَيْن هاتَيْن تُتَرجمان مسْـلَكًا ثقافيًّا قائمًا على قاعدةِ سياسة "ازدواجيّة المعايير"؛ الأمر الذي نستقبحُهُ لأنّهُ يمسّ، في الصميم، رسالةَ الثّقافة والمثقّفين.
إذا كانت السّياساتُ الرّسميّة الغربيّة الـمُمالِئة لإسرائيل، والمتستِّرة على جرائمها، تبغي تزويرَ نضال الشّعب الفلسطينيّ وحركةِ الوطنيّة من طريق تقديمه بوصفه "إرهابًا"، فينبغي أن لا ينْسَاق قسمٌ من مثقّفي الغرب إلى لَوْكِ هذه المزْعمة الكاذبة لأنّ لهؤلاء الذين يروّجونها من السّياسيّين مصالحَ من وراء ذلك لا صلة لها بمصالح شعوبهم ولا بمصالح مثقّفيهم، ناهيك بأنّ اتّهام المقاومة ووصفها ب"الإرهاب" انتهاكٌ صارخ لمبادئ القانون الدّوليّ الذي يُقرّ بحقّ الشّعوب في تحرير أراضيها المحتلّة بالوسائل كافّة، بما فيها المسلّحة. إنّ مثل هذا الخلْط المتعمَّد بين المقاومة والإرهاب لن يكون من شأنه سوى تسويغُ الاحتلال وتسفيهُ كلِّ مقاومةٍ مشروعةٍ في التّاريخ الحديث وتزويرُ مضمونِها الوطنيّ؛ فهل يوجد، في بيئات المثقّفين في الغرب، مَن هو مستعدّ– فكريًّا ونفسيًّا وأخلاقيًّا- لأن يصف المقاومات الوطنيّة في أوروبا للنّازيّة والنّازيّين بأنّها حركات إرهابيّة؟
نحن الموقّعين أدناهُ: كتّابًا وباحثين وأدباء عربًا، نتوجّه إلى نظرائنا من المثقّفين والمبدعين في الغرب بالدّعوة إلى حوارٍ مشَتَرك حول القيم والمبادئ المشتَرَكة-المومأ إليها في هذه الرّسالة -وحول موقع قضيّة فلسطين منها وحقوقِ شعبها في أن يتمتّع بنواتج تلك المبادئ من غيرِ إقصاءٍ أو حيْفٍ من نوع ذلك الذي تفعله سياساتُ حكوماتِ بلدان الغرب، ويُسوِّغه صمتُ المثقّفين عنها. ونحن على ثقةٍ بأنّ الضّمير الثّقافيَّ خليقٌ بأن  يصحِّح  الرّؤى الخاطئة والهفوات التي يقع  فيها كثيرٌ من أهل الرّأي والإبداع في الغرب، وأوّلُها تلك التي نُسِجت، طويلاً، حول فلسطين وحقوق شعبها وحول حركة التّحرُّر الوطنيّ الفلسطينيّة، من أجل أن يستقيم الموقفُ الثّقافيّ من هذه القضيّة على قاعدةِ مرجعيّةِ المبادئ الكبرى الإنسانيّة: بصدقٍ وشفافيّة ... بعيدًا من كلّ نفاقٍ أو خداعٍ أو ازدواجٍ في المكاييل؛ وهذا ما تهدُف إليهِ هذه الرّسالة التي يحرص  مُوقِّعوها على وجوبِ إبطال هذا الميْز في تطبيق أحكام تلك المبادئ على الشّعوب والأمم.
الموقّعـــون
1- أدونـيس  - شاعـر
2- عبد الإله بلقزيز - باحـث
3- الطاهر لبيب - باحـث
4- مرسيل خليفة - مؤلّف موسيقي
5- عليّأومليل - باحـث
6- عبد المجيد الشّرفي - باحـث
7- شوقي بزيع - شاعر
8- محمّـد برّادة - كاتب روائيّ
9- نبيل عبد الفتّاح - باحـث
10- باسكال لحّـود - باحـثة
11- عزيز العظمة - باحـث
12- محمّد بنّيـس - شاعر وكاتب
13- نبيل سليمان - روائيّ
14- عبد الحسين شعبان - باحـث
15- علويّـة صبح - روائيّة
16- أحمد معـلاّ - فنان تشكيليّ
17- محمّد الأشعري - شاعر وروائيّ
18- نصير شمّـة - مؤلّف موسيقيّ
19- عمر أزراج - شاعر
20- الفضل شلق - باحـث
21- نور الدّين أفاية - باحـث
22- صلاح بوسريف - شاعر وكاتب
23- ناجية الوريمي - باحـثة
24- عبد الرّحمن طنكـول - باحـث
25- عليّ كنعـان - شاعر
26- سعد محيـو- باحـث
27- حسن نجمـي - شاعر
28- طلال معـلاّ - فنّـان تشكيليّ
29- رشيد الضعيف - روائيّ
30- فخري صالح - كاتب
31- أحمد المديني - كاتب وروائيّ
32- فراس سـراح - باحـث
33- منصف الوهـابي - شاعر
34- وحيد عبد المجيد - باحـث
35- أمين الزّاوي - كاتب
36- نبيل صالـح - باحـث
37- عبد القادر الشّاوي - كاتب
38- عبد الله إبراهيـم - باحـث
39- محمّـد الحـدّاد - باحـث
40- خليل صويلح - باحـث
41- مبارك ربيع - روائيّ
42- شوقي الدّويهي - باحـث
43- نادر كاظـم - باحـث
44- نجيب العوفي - باحـث
45- راجـح داود - باحـث
46- شرف الدّين مجدولين - باحـث
47- فريد الزّاهـي - باحـث
48- عبده وزان - كاتب
49- فاضل الرّبيعيّ - باحـث
50- موليم العروسيّ - باحـث
51- وفاء العمراني - شاعرة
52- واسيني الأعرج - روائيّ
53- عبد المنعم رمضان - شاعر
54- عليّ جعفر العـلاّق - شاعر وكاتب
55- أحمد شوقي - باحـث
56- جليلة القاضـي - باحـثة
57- جوخة الحارثـي - كاتبة وروائيّة
58- مصطفى الرّزاز - باحـث
59- غسّان مسعود - ممثّل
60- محمّد المعزوز - باحـث
61- داود عبد السّيد - مخرج سينمائيّ
62- عبّاس النّـوري - ممثّل
63- ربيعة جلطـي - باحـثة
64- أحمد يوسف داود - كاتب
65- سعيد المغربيّ - فنّان موسيقيّ
66- الزّواوي بغورة   - باحـث 
67- عبد الباقي بل فقيه - باحـث
68- أحمد دلباني - كاتب
69- محمّـد شومـان - باحـث
70- مجدي أحمد عليّ - مخرج سينمائيّ
71- باسل الخطيب - مخرج
72- حسن م يوسف - سيناريست
73- عبد الكبير ربيع - فنّان تشكيليّ
74- ديانا جبّـور - كاتبة
75- إيمان شراباتي - روائيّة
76- ريـم حبيب - روائيّة
77- سميـر مرقـس - باحـث
78- عـزّ العرب العلوي - مخرج سينمائيّ
79- عبد اللّطيف عبد المجيد - مخرج سينمائيّ
80- جـود سعيد - مخرج سينمائيّ
81- فايـز قـزق - مخرج مسرحيّ
82- بسّـام كوسا - مخرج مسرحيّ
83- نضال خليل - رسّام كاريكاتير
84- سامـر محمّد إسماعيـل - كاتب ومسرحيّ
85- بلال المصـري - شاعر
86- منـذر مصري - شاعر
87- محمّد عبد الشّفيع عيسى - باحث
 

السابق عاجل .. غوتيريش يدعو إلى "وقف إطلاق نار إنساني فورا" في غزة
التالي فيديو بريطانيا في دقيقة: جيريمي كوربن مشمئز من موقف المؤسسة السياسية البريطانية إزاء حرب غزة