عرب لندن

ألقت صحيفة The Independent البريطانية، في تقرير نشرته الثلاثاء 25 أبريل/نيسان 2023، الضوء على وضع اللاجئين السودانيين ببريطانيا، مشيرة إلى أنهم يواجهون خطر ترحيلهم؛ بسبب عدم وجود طرق قانونية آمنة لغالبية الأشخاص الفارين من الصراع في السودان.

الصحيفة أوضحت، في تقريرها، أن الحكومة البريطانية لا تخطط لوضع خطة مُفصَّلة لحالة السودان، مثل الخطة التي استُخدمت مع أوكرانيا وأفغانستان، بل تحرص على إجلاء رعاياها وموظفي السفارة هناك، وقد سبق أن عبر حوالي 4000 مهاجر سوداني القناة الإنجليزية في قوارب صغيرة منذ عام 2020، ويمثل هؤلاء ثامن أعلى جنسية اتخاذاً لهذا المسار.

ونقلت الصحيفة عن وزير الهجرة البريطاني روبرت جينريك إشارته إلى أنه توقع زيادة في أعداد القوارب الصغيرة التي تعبر القناة وتحمل سودانيين، قائلاً إنه في الوقت الراهن سيكون هناك على الأرجح آثار هجرة بسبب الأزمة. وأصر جينريك على أن الحكومة لديها بالفعل "طرق قانونية أوسع وأكثر أماناً"، لكنه أصر على موقف الحكومة القائل بأن الأشخاص "المعرضين للخطر يجب أن يبحثوا عن ملجأ في أول بلد آمن يصلون إليه".

ولطالما اعترض النائب تيم لوتون، عضو حزب المحافظين الذي يسعى لإدخال تعديل يجبر الحكومة على تأسيس طرق قانونية وآمنة، على قرارات الحكومة بسبب افتقارها إلى البدائل فيما يتعلق باللاجئين الأفارقة الواصلين على متن قوارب صغيرة. وأبلغ لوتون صحيفة The Independent بأن المعضلة التي تتكشف بالنسبة لطالبي اللجوء السودانيين، هي الموقف الذي كان يخشى منه "على وجه التحديد". وأوضح: "من أجل هذا، فإن الطرق الإضافية، التي يبشر بها تعديلي، سوف تساعد في ذلك".

كذلك وفي نقاش مع وزيرة الداخلية البريطانية سويلا برافرمان، سأل لوتون ما الذي سيحدث لـ"يتيم يبلغ من العمر 16 عاماً من بلد في شرق إفريقيا يفر من منطقة حرب" ويريد أن ينضم إلى أقاربه في المملكة المتحدة. في حين ردت سويلا: "إذا كنت تستطيع الوصول إلى المملكة المتحدة، فسوف تستطيع التقدم بطلب للجوء".

كذلك لم يكن لدى وزيرة الداخلية جواب عندما طرح لوتون السؤال الافتراضي المتعلق بإمكانية حصول مراهق إفريقي على تأشيرة أو الوصول عبر رحلة جوية تجارية، فاختتم النائب البريطاني قائلاً: "إذاً لن أدخل المملكة المتحدة إلا بطريقة غير قانونية".

من جانبها، أكدت صحيفة The Independent أن بعض السودانيين من أقارب حاملي الجنسية البريطانية حُرموا من الحصول على تأشيرات مؤقتة، واستُبعدوا من رحلات الإجلاء، بمن فيهم جدة طبيبة بريطانية تبلغ من العمر 87 عاماً. فيما قالت الطبيبة التي رفضت الكشف عن هويتها لحماية عائلتها: "وزارة الخارجية تواصلت مع أبي وأبلغته بأنهم سوف يخرجونه هو وشقيقته فقط، ولكن ليس جدتي؛ لأنها ليست بريطانية". وأوضحت: "المملكة المتحدة لا تتوقع أن يخرج ويترك أمه البالغة من العمر 87 عاماً لتواجه مصيرها وسط الحرب في الخرطوم. يقع المنزل بالقرب من القتال الدائر في المطار". وأضافت: "هذا غير إنساني. هذا غير مقبول. أبي لن يترك أمه خلفه، ولن يغادر".

من جانبه، قال مجلس اللاجئين البريطاني إن غالبية الأشخاص في السودان ليس لديهم "طرق آمنة للوصول إلى المملكة المتحدة"، وإن الحكومة يجب عليها أن تشارك في تحمل مسؤولية الأشخاص الفارين من السودان، مع البلاد التي تفتقر إلى القدرات اللازمة لاستيعابهم.

السابق مجدداً في لندن: الكوميديان الفلسطيني علاء أبو دياب يستعد لإقامة عرض بعنوان "مش أبيض"
التالي سباق الذكاء الاصطناعي يشتعل بين غوغل ومايكروسوفت