عرب لندن
بعد استقبال فاتر في الجانب الشمالي، سيلقى الرئيس الأميركي جو بايدن ترحيبا أكبر بكثير من البرلمانيين في إيرلندا الخميس خلال زيارته لبلد أجداده.
وتوجه بايدن الرئيس الكاثوليكي الثاني فقط في تاريخ الولايات المتحدة، جنوبا الأربعاء لتفقد نقطة إبحار بعض أجداده الإيرلنديين في القرن التاسع عشر، بعد خطاب ألقاه في إيرلندا الشمالية التي تحكمها المملكة المتحدة.
وخلال زيارة لقلعة كالينغفورد، قال بايدن "إنه شعور رائع! أشعر وكأنني عدت إلى دياري".
قبل ذلك، طغت على توقفه لليلة واحدة في بلفاست اتهامات وجهها الوحدويون الموالون للمملكة المتحدة إلى بايدن بخيانة المشاعر "المعادية لبريطانيا" على الرغم من محاولاته تعزيز النمو الاقتصادي في المنطقة بعد 25 عام ا من إبرام اتفاق سلام بوساطة أميركية.
وقال بايدن الذي أكد أن أيرلندا "جزء من روحي"، لجمهور في جامعة ألستر في بلفاست إنه حريص على السلام في الجزيرة المقسمة بأكملها.
وحث الحزب الوحدوي الديموقراطي على إنهاء مقاطعته للهيئة التشريعية في إيرلندا الشمالية في مقابل وعد بقيام "عشرات الشركات الأميركية الكبرى" بالاستثمار في المقاطعة إذا عاد الاستقرار السياسي.
وفي خطاب أمام البرلمان الإيرلندي في دبلن، سيسير بايدن على خطى جون فيتزجيرالد كينيدي الذي أصبح في حزيران/يونيو 1963 أول رئيس أميركي في منصبه يزور أيرلندا، قبل خمسة أشهر من اغتياله.
وقال كينيدي في خطابه حينذاك أن مبنى البرلمان - لينستر هاوس - كان ملكا لأجداده من عائلة فيتزجيرالد. لكنه أضاف مازحا "لم آت إلى هنا لأطالب به".
وبدلا من ذلك تحدث عن "الروابط الكثيرة والدائمة بين الإيرلنديين والأميركيين منذ البداية" عندما كانوا منخرطين جميعا في النضال ضد البريطانيين.
لكن خلافا لجون كينيدي، لا يستطيع بايدن التباهي بأجداده النبلاء. لكن بعض أسلافه فروا من المجاعة تحت الحكم البريطاني وتجمعوا في منطقة سكرانتون الوعرة في ولاية بنسلفانيا الأميركية.
في خطابه الخميس سيردد بايدن صدى سلفه في التأكيد على "العلاقات التاريخية والثقافية والسياسية والاقتصادية العميقة والمتواصلة بين بلدينا"، كما صرحت مستشارة البيت الأبيض أماندا سلوت.
لا يكف بايدن عن الحديث عن أجداده مما يؤدي إلى اتهامات من الوحدويين الإيرلنديين الشماليين بأن زيارته إلى الجزيرة تندرج في إطار حملة واضحة تسبق إعادة ترشحه.
وقال كويلين بارسونز مدير الدراسات الإيرلندية العالمية في جامعة جورج تاون بواشنطن إن "القوة النسبية للأميركيين الإيرلنديين بنسبتهم المئوية من مجموع عدد الأميركيين تنخفض بشكل مستمر لكن إيرلندا تحتفظ بنفوذ كبير على الولايات المتحدة".
وأضاف لوكالة فرانس برس "من الموسيقى الى الادب وغير ذلك لطالما وجدت الثقافة الايرلندية جمهورا متحمسا في الولايات المتحدة وليس فقط في صفوف الايرلنديين الأميركيين".
قبل خطابه، سيلتقي بايدن الرئيس الإيرلندي مايكل د. هيغينز ورئيس الوزراء ليو فارادكار اللذين استقبلهما في البيت الأبيض في عيد القديس باتريك الشهر الماضي.
بعد هذه التصريحات سيقيم فارادكار مأدبة عشاء على شرف بايدن في قلعة دبلن المقر القديم للحكم الإنكليزي والبريطاني في إيرلندا.
وقبل عودته إلى الولايات المتحدة الجمعة، يتوجه بايدن إلى بالينا في مقاطعة مايو بشمال غرب إيرلندا التي كانت نقطة انطلاق أخرى للأجداد الذين هاجروا إلى ولاية بنسلفانيا.
ومازال لبايدن أقارب يعيشون في المنطقة بينهم جو بلويت الذي يعمل سباكا. وقال بليويت (43 عاما) لوكالة فرانس برس "انه يوم مؤثر. انه يوم فخر كبير لعائلتنا ولايرلندا". وأضاف أن "لبالينا خصوصية كبيرة لديه".