عرب لندن
تقدمت حكومة ايرلندا الشمالية، الجمعة، باعتذار علني على خلفية فضيحة واسعة مرتبطة بانتهاكات جنسية وسوء معاملة داخل مؤسسات لرعاية الأطفال امتدت لأكثر من سبعة عقود في المقاطعة التابعة للمملكة المتحدة، بعد سنوات من التأخير.
وقالت وزيرة التربية الايرلندية الشمالية ميشيل ماكلفين "نحن آسفون لأن الدولة فشلت في حمايتكم من سوء المعاملة، آسفون لأن الدولة لم تحمكم ممن استغلوا سلطتهم".
وسلط التحقيق الذي استمر أربع سنوات واخت تم في 2017، الضوء على حالات سوء معاملة منتشرة على نطاق واسع للغاية في المؤسسات المخصصة لرعاية الأطفال والخاضعة لإدارة هيئات دينية، ما كشف عن ثغرات بنيوية في هذا المجال.
وتوجهت الوزيرة الايرلندية الشمالية إلى الضحايا قائلة "نحن آسفون لأننا لم نصدقكم. الدولة استمعت إليكم والدولة تصدقكم ونحن آسفون للغاية".
وأعقبت هذا الاعتذار الرسمي مواقف مشابهة من ممثلين عن أربعة أحزاب سياسية رئيسية في ايرلندا الشمالية أدلوا بكلمات خلال جلسة الاعتذار العلنية المشحونة بالعواطف في ستورمونت، مقر برلمان وحكومة ايرلندا الشمالية في بلفاست.
وتندرج هذه الاعتذارات التي تقدمت بها أيضا المؤسسات الدينية الضالعة في هذه الممارسات، في إطار التوصيات الصادرة في التقرير النهائي للتحقيق.
وفي المجموع، أبلغ 493 شخصا عن تعرضهم لانتهاكات من هذا النوع في ايرلندا الشمالية وسائر أنحاء المملكة المتحدة، إضافة إلى ايرلندا وأستراليا.
وقد أضاء التقرير خصوصا على الإخفاقات المتعددة للشرطة في التحقيق بالادعاءات، إضافة إلى دور الكنيسة الكاثوليكية في حماية مرتكبي هذه الانتهاكات.
كما تطرق إلى "أدلة" عن اعتداءات جنسية وجسدية ونفسية، و"حالات إهمال وممارسات غير مقبولة" بين سنتي 1922 و1995 في أكثرية المؤسسات التي شملها التحقيق.
و22 من بين هذه المؤسسات كانت خاضعة لإدارة الدولة أو الكنيسة أو جمعيات.
وقد شهدت ايرلندا الشمالية فضائح عدة مرتبطة بحالات سوء معاملة. ففي تشرين الأول/أكتوبر الفائت، فتحت الشرطة الايرلندية الشمالية تحقيقا بشأن اتهامات باعتداءات جنسية وجسدية داخل مؤسسات للنساء تديرها الكنيستان الكاثوليكية والبروتستانتية، حيث واجهت آلاف الأمهات العازبات النبذ الاجتماعي لعقود.
وفي جمهورية ايرلندا المجاورة، كشف تقرير أن تسعة آلاف طفل وصفوا بأنهم غير شرعيين توفوا بين 1922 و1998 في مؤسسات خاضعة لإدارة الدولة أو الكنيسة الكاثوليكية، في فضيحة قادت رئيس الوزراء الايرلندي مايكل مارتن في كانون الثاني/يناير 2021 إلى تقديم اعتذار رسمي.