عرب لندن

كتب الصحافي البريطاني جوناثان كوك مقالة يناقش فيها الطريقة التي يتعامل بها عدد من الصحافيين الغربيين مع الحرب الروسية الأوكرانية بما في ذلك من تسليح المليشيات والمدنيين الذين يصنعون متفجرات بدائية الصنع، والتي قال إنها "أعمال تصنف عادة على أنها إرهابية".

وأشار جوناثان في المقالة إلى عدد من المراسلين المعنيين بالذكر، بما في ذلك مراسلو "BBC". وقال "عادة ما يتسم مراسلو هيئة الإذاعة البريطانية "BBC" بالحذر عند انتقاء المصطلحات في وصف مثل تلك الأحداث".

وأضاف "أراهم اليوم وبلا خجل يتحدثون عن النساء الشابات، وهن يصنعن زجاجات المولوتوف في شوارع المدن الأوكرانية مثل كييف". وأوضح جوناثان أنه من حق حركات المقاومة الأخرى في العالم، وخاصة في الشرق الأوسط، أن تصاب بالصدمة من هذا التغيير المفاجئ.

وقال "دائماً ما وجدت حركات المقاومة في العالم نفسها ضمن تصنيف الإرهاب؛ لأنهم فقط فعلوا الشي ذاته، وهو صناعة المولوتوف". وأكمل "سيسبب تضامن الصحفيين الغربيين مع "المقاومة" المدنية الأوكرانية جنونا حقيقيا للفلسطينيين وفي غزة، الذين حبسوا في قفص من محتل عسكري إسرائيلي لعقود".

وأشار جوناثان إلى أن الصحافيين الغربيين لم يحتفلوا يوماً بالبالونات التي يستخدمها الفلسطينيون لنقل زجاجاتهم الحارقة، والتي تعتبر عمل "مقاومة صغير"، على عكس ما تفعله الآن الـ "BBC" في احتفالاتها بالمولوتوف الأوكراني.

وذكر الصحافي جوناثان كيف كانت حينها دائماً ما تلقي الصحافة الغربية باللوم على حركة حماس الحاكمة في غزة، والتي تم تصنيفها مؤخرًا كمنظمة إرهابية من قبل الحكومة البريطانية.

وأكد جوناثان في مقالته أن بريطانيا وأوروبا اختاروا تأجيج نيران المقاومة في أوكرانيا بإرسال أسلحة يمكن أن تؤدي فقط إلى خسائر أكبر في الأرواح، خاصة بين المدنيين العالقين في مرمى النيران.

وعبر جوناثان عن استغرابه من تصريحات وزيرة الخارجية البريطانية "ليز تروس" التي شجعت البريطانيين الراغبين في الدفاع عن أوكرانيا بالذهاب إليها، قائلاً "لم تكن تتعامل الحكومة البريطانية بهذه الطريقة مع الذين يتوجهون للقتال في مناطق الحرب في الشرق الأوسط مثلاً، بل وكان ينظر إليهم على أنهم إرهابيون".

واختتم جوناثان المقالة الصحافية قائلاً "منعت أوروبا القناة الروسية RT من البث، وأعرف أنه ومما لا شك فيه أن RT تروج عمومًا لخط تحريري متعاطف إلى حد كبير مع الأهداف السياسة لروسيا، وهو تمامًا ما تحاول فعله BBC للترويج لخط تحريري متعاطف إلى حد كبير مع أهداف السياسة الخارجية لبريطانيا".