أكد الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي أن لدى الفلسطينيين الكثير من الخيارات التي يمكنهم فيها مواجهة "صفقة القرن" والقرارات الإسرائيلية المتعلقة بضم أراضي الضفة الغربية والأغوار، مشيراً إلى أن "تغيير وظيفة السلطة الفلسطينية أمر ممكن أيضاً"، مبدياً اعتراضه على الدعوات التي تتردد بين الحين والآخر لحل السلطة بشكل كامل والعودة إلى ما قبل اتفاقات أوسلو. 
 

وتحدث البرغوثي في حوار طويل وعميق نظمه منتدى التفكير العربي في لندن مساء الخميس وأداره رئيس المنتدى الإعلامي محمد أمين، حيث طرح البرغوثي رؤيته للتعامل مع الوضع الفلسطيني القائم في ظل التدافع العربي غير المسبوق للتطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، وفي ظل السياسات التي تتبناها الإدارة الأمريكية وكذا الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو. 

 

 
ويأتي الحوار مع البرغوثي في إطار سلسلة حوارات أجراها منتدى التفكير العربي مع قادة الفصائل الفلسطينية للإجابة عن سؤال "ما العمل؟"، والخروج بخطة عمل فلسطينية مشتركة، حيث سبق أن استضاف المنتدى أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الدكتور صائب عريقات، ثم رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس خالد مشعل، كما استضاف حول الموضوع ذاته الكاتب والأكاديمي المعروف الدكتور شفيق الغبرا. 

 

وقال البرغوثي في الحوار إن تغيير وظيفة السلطة الفلسطينية أمر وارد، مضيفاً: "على السلطة ألا تقف عثرة أمام المقاومة، وأن تلغي التنسيق الأمني، وأن توقف الاعتقال السياسي، وبهذه الطريقة ستكون وقفت إلى جانب شعبها". 
 

 

وأضاف البرغوثي: "أنا أعارض حل السلطة، لكني أؤيد تغيير وظيفتها وجعلها سلطة مقاومة، وهذا يستدعي إلغاء بطاقات الـVIP، وإلغاء امتيازات المسؤولين.. يجب أن يرى الناس في السلطة مناضلين لا وزراء ومسؤولين". 
 

 

ويؤكد البرغوثي أن "المقاومة الشعبية تعني العودة إلى نهج المقاومة وبالتالي الخروج من نفق أوسلو الذي تورطنا فيه والذي كان البعض يعتقد أنه سينتهي إلى دولة فلسطينية وكنتُ أنا أقول بأن هذا النفق سوف يؤدي بنا إلى جهنم وليس إلى الدولة الفلسطينية".
 

وتابع: "في غزة حدث اندماج بين المقاومة والسلطة، وهذا ليس تغييرا لوظيفة السلطة، هذا أمر يحتاج إلى تفكير ودراسة عميقة".

 

ورداً على سؤال حول معضلة تمويل السلطة وما إذا كان التحول في وظيفة السلطة ونهجها يمكن أن يؤدي بها إلى أزمة مالية، أجاب البرغوثي: "في السابق كانت المساعدات الخارجية تشكل نحو 70% من تمويل السلطة، لكن لاحقا تغير الوضع، والآن فـ 90% من ميزانية السلطة يدفعها الشعب الفلسطيني. ولو ذهبت الـ10% المتبقية فلن نتأثر، لكن المشكلة هنا أن إسرائيل هي التي تسيطر على أموال الضرائب التي يتم جمعها من الفلسطينيين وذلك بموجب اتفاق باريس السيء".
 

 

وتابع البرغوثي: "الخيارات أمامنا كثيرة. نحن لسنا في حالة حرج، وإنما الحركة الصهيونية هي التي تواجه حالة الحرج، لأنها قائمة على احتلال الأرض وتهجير السكان وقد فعلت ذلك في العام 1948، ثم عجزت عن أن تعيد الكرة لاحقا عندما لم تنجح في تهجير السكان الفلسطينيين".
 

ويرى البرغوثي أن "على الفلسطينيين أن يضعوا الاحتلال في الضفة في وضع يصبح فيه ثمن البقاء أكبر من الخروج، وعندها يغادر الاحتلال الأرض الفلسطينية".

وحول الوضع في غزة يؤكد البرغوثي أن "إسرائيل لم تنسحب من غزة وإنما أعادت تنظيم احتلالها للقطاع"، ويفسر البرغوثي ذلك بالقول: "إن غزة كانت بؤرة للمقاومة أحالت الاحتلال إلى جحيم، فاضطر الاحتلال إلى الانسحاب لكنه استعاض عن الاحتلال بثلاثة أمور: السيطرة على المعابر والسيطرة على البحر والجو ومن ثم تم فرض منطقة عازلة، ولذلك أنا أؤكد بأن الاحتلال لم يزل عن غزة وإنما تغير شكله فقط". 

السابق اختيار مذيعة سودانية للعمل في مؤسسة ملكية بريطانية
التالي مصطفى البرغوثي: تغيير وظيفة السلطة ممكن.. وهذه شروطه