عرب لندن
في وقت تضاربت بها المعلومات حول طريقة عدوى فيروس كوفيد 19 منذ بدء الجائحة، وفي حين كان الهواء بريئا من العدوى لاعتبار ان الفيروس يستقر على الأسطح وهنا تكمن أهمية غسل اليدين باستمرار. رأت دراسة حديثة ان الفيروس يمكنه الانتقال في المكان الذي يعيش فيه مريض كورونا وقادر على التكاثر مما يثير القلق وضرورة الالتزام بارتداء الكمامات كما أوصىت بها دراسات كثيرة سابقة.

وخلصت دراسة حديثة الى أن فيروس كورونا المستجد يمكن أن يبقى عالقا في الجو من خلال الرذاذ الصادر عن مرضى حين يتكلمون ويتنفسون بدون أن يتوافر أي دليل حتى الآن بأن هذه الجزيئات الصغيرة معدية، الى أن استنتجت دراسة هذا الأسبوع أنها قادرة بالفعل على التكاثر.

ورأت الدراسة التي أجراها علماء في جامعة نبراسكا ونشرت بشكل مسبق هذا الأسبوع، للمرة الأولى أن جزيئات الفيروس أخذت من هواء غرف مرضى كوفيد-19 قادرة على التكاثر والتسبب بالتالي بعدوى.

ويعزز هذا فرضية انتقال الفيروس ليس فقط عبر السعال أو العطس وإنما عبر التحدث بطريقة عادية والتنفس، وأن الجزيئات المعدية من الفيروس يمكنها أن تبقى عالقة لمدة طويلة في غياب التهوية وتقطع مسافة تفوق المترين التي يوصى بها ضمن اجراءات التباعد الاجتماعي.

ولا تزال هذه النتائج تعتبر أولية ولم تدرسها بعد لجنة قراءة في مجلة علمية التي من شأنها أن تؤكد نجاعة الطريقة التي استخدمها العلماء للوصول الى هذه النتيجة. ونشرت النتائج الاثنين على الموقع الإلكتروني "ميدركسيف" حيث يمكن للأوساط العلمية التعليق بحرية.

لكن الفريق نفسه سبق أن نشر في مارس دراسة أظهرت أن الفيروس يبقى متواجدا في هواء غرف المرضى في المستشفى، وستنشر هذه الدراسة في مجلة علمية قريبا بحسب معدها الرئيسي.

وقال جوشوا سانتاربيا البروفسور في المركز الطبي في جامعة نبراسكا لوكالة فرانس برس بخصوص طريقة جمع جزيئات الفيروس في الهواء بفضل آلة بحجم هاتف نقال "هذا ليس أمرا سهلا. فتركزات الجزيئات ضعيفة، ولدينا فرص ضئيلة عموما في أخذ عينة يمكن استخدامها".

وأخذ الباحثون العينات من الهواء في غرف خمسة مرضى مستلقين على الأسرة على مسافة 30 سنتيمترا فوق حافة السرير من جهة القدمين. وكان المرضى يتحدثون بشكل عادي وبعضهم يعطس. وتمكن العلماء من جمع جزيئات يقل قطرها عن خمسة ميكرونات وتحمل الفيروس أو حتى أقل من ميكرون.

ثم قاموا بعزل الفيروس ووضعه في بيئة خاصة من أجل التكاثر، وخلصوا إلى أن ثلاث من العينات ال18 التي تم اختبارها كانت قادرة على التكاثر.

ورأى البروفسور سانتاربيا أن هذا الأمر يثبت بأن الجزيئات الصغيرة في الهواء القادرة على قطع مسافات أكبر من الجزيئات الكبرى، يمكنها أن تسبب بنقل الدعوى إلى أشخاص. وقال إنها "تتكاثر في إطار زراعة الخلايا وبالتالي هي معدية".

السابق السفير الفلسطيني في لندن ينتقد التايمز
التالي أميركا تخصص 2 مليار دولار من أجل لقاح كورونا