محمد أمين

رئيس التحرير

يعود أبناؤنا وبناتنا لمدارسهم، ولدورة حياتهم الطبيعية بعد إجازة طويلة قضتها بعض العائلات في بلدانها الأصلية في الدول العربية، واختار بعضها الآخر وجهة أوروبية، فيما بقي آخرون في المملكة المتحدة.

بغض النظر عن مكان قضاء الاجازة، فإن الأمر المؤكد أن كل الأولاد يحتاجون لفترة انتقالية بعدها للعودة للانتظام بشكل طبيعي في دورة الحياة اليومية، وهذا يتطلب من الأهل أن يتحملوا مزاج ابنهم أو ابنتهم المتقلب ربما،أو شعورهم بعدم الرغبة في الذهاب للمدرسة، أو غيرها من الممارسات الطبيعية بتقديري والتي ستتلاشى بعد أول أسبوع دراسي،فطبيعي أن مدة الإجازة الطويلة تصيب الأبناء بحالة من الاسترخاء ينبغي على الأهل أن يتفهموها وأن يحفزوهم على العودة للمدرسة بكل نشاط ومثابرة،عبر تشجيعهم المتواصل، وربما تجهيز هدايا أو مفاجآت تكون في انتظارهم في غرفهم بعد عودتهم من الاجازة، وغيرها من الأساليب.

ومن  المفيد جدا بتقديري عقد اجتماع عائلي مصغر يتحدث فيه الآباء مع أبنائهم عن الاجازة، ويجرون فيه تقييما شاملا لها،مع إعطاء الأبناء فرصة الحديث عن أهم ما علق في ذاكرتهم من أحداثها، وأكثر شيء أحبوه، وأكثر شيء أزعجهم، هذا الأمر أولا: يشعر الأبناء بأهميتهم وأهمية رأيهم،وثانيا : يجعلهم يشعرون بأهمية تلك الرحلة في تكوينهم وتنشئتهم، ومن جهة أخرى يعطي للآباء معلومات ومؤشرات عن الجوانب الإيجابية التي رافقت برنامج اجازتهم الصيفية فيعززوها، وكذلك يبين لهم الجوانب السلبية فيها ليتجنبوها في الإجازات الصيفية المقبلة.

ومن المهم أيضا  أن يشتمل ذلك الاجتماع العائلي على دردشة حول العادات والتقاليد والثقافة الموجودة في بلدانهم العربية الأصلية،وأيضا تعزيز فكرة الارتباط بالعائلة الكبيرة، والصورة الإيجابية عن الترابط الأسري الذي يميز ثقافتنا وعلاقاتنا العائلية، كذلك من المهم أن يكتبوا باللغة العربية تقريرا قصيرا أو قصة أو ملخصا عن اجازتهم الصيفية، ومن الجيد أيضا أن يرسموا أجمل اللحظات التي عاشوها لأن هذا يكرس لديهم الشعور بالانتماء الوجداني لبلدهم وللغتهم الأم، كما أنه يرسخ في ذاكرتهم تفاصيل تلك الرحلة، ويعزز في نفوسهم التجارب الإيجابية التي مروا بها.

 أخيرا فإن العام الدراسي الجديد الذي يطل علينا،فيه بعض التحديات للجالية العربية والمسلمة مع إقرار بعض القوانين الجديدة والمحددات فيما يتعلق بمناهج تدريس الثقافة الجنسية، والتي أثار بعضها جدلا واسعا في أوساط الجالية، الأمر الذي يحتاج من الجالية إلى المواظبة على القراءة  في المواقع الرسمية للتعليمات الجديدة، والتفاعل معها، وارسال الملاحظات، والمشاركة في الندوات والفعاليات المختلفة التي تنظمها المؤسسات العربية والبريطانية المتابعة لهذا الشأن، فالانعزال ينبغي ألا يكون خيارا في أجندة عرب بريطانيا، لأن الوصفة الصحيحة بتقديري هي المشاركة الإيجابية البناءة، مع الحرص على عدم الذوبان والقبول السلبي لكل شيء، وتكون المشاركة بالتعبير عن الآراء عبر فضاء الحريات الواسع والمكفول لنا كبريطانيين.

السابق لندن عاصمة الوحدة العربية المتخيلة!!
التالي محورية بريطانيا.. في أمن الخليج