كريم إمام - برايتون

 عندما تشعر بالملل من جو لندن المتقلب،وسماؤها الملبدة بالغيوم، وأمطارها المتواصلة فإنك لا شك في حاجة إلى إجازة في مدنية ساحلية تنعم فيها بالشمس ونسائم البحر.. وهنا فإن برايتون تعد الخيار الأمثل.

 برايتون مدينة تقع في إقليم شرق ساسكس في الجزء الجنوبي الشرقي من بريطانيا، وهي مدينة ساحلية يصل عدد سكانها إلى حوالي 273.400 نسمة وفقاً لتعداد العام 2011 م، وتتكون من ثلاث مدن؛ وهي: برايتون، وهوف، والثالثة تُسمى برول سلون، ورسمياً تُدعى باسم برايتون هوف.

 تعتبر مدينة برايتون من أكثر الأجزاء الحضرية والسياحية في بريطانيا،حيث يزورها ما يُقارب ثمانية ملايين سائح سنوياً، ويوجد فيها مركز لرجال الأعمال، وجامعة ساسكس، وجامعة برايتون، كما توجد فيها مدرسة طبية لها أهمية كبيرة على المستوى الطبي والخدماتي.

واشتهرت تلك المدرسة بسمعة طيبة في علاج العديد من الأمراض بعد أن أشاع أحد الأطباء بأن شرب والغطس في مياه بحرها يشفي العديد من الأمراض! وقد كان الناس يدفعون لغطاسين ليغطسوهم في مياه البحر، وقد انتشر فيها خلال القرن الثامن عشر العديد من الحمامات التي توفر خدمات متنوعة للزوار من بينها المياه الساخنة والباردة، وقد كان الحمام الأول ملكا لأحد التجار الهنود، والذي كان له صيت كبير في ذلك الوقت.

 تشتهر برايتون بالمعالم الأثرية الجميلة وموقعها الجغرافي المتميز على الساحل الجنوبي، ويقبل عليها الكثير من السياح والزوار خاصة مع تحسن ظروف النقل البري إلى لندن، (يستغرق القطار حوالي ساعة من محطة فيكتوريا وسط العاصمة لندن) كما أصبحت النقطة التي يصعد منها المسافرون عبر القوارب إلى فرنسا.

 مدينة السعادة

وتعد برايتون أكثر المدن التي تشهد إقبالا في المملكة المتحدة، كما تعطي انطباعا بالسعادة والراحة النفسية لزوارها لما تملكه من أماكن سياحية عديدة ومنها، قصر البافليون، الرصيف الفيكتوري، إضافة إلى المواقع السياحية والفنية والثقافية الأخرى التي تجذب السياح إليها.

 

رويال بافيليون

واحد من أشهر معالم مدينة برايتون وهو منزل على الطراز الهندي والهندسة المعمارية الهندية، ويتميز بشرقية التصميم الداخلي وتم شراؤه من قبل البلدية في العام 1849 م بمبلغ مالي قدره 53000 جنيه إسترليني، بعد أن كان مقرا ملكيا في الماضي لأمير ويلز جورج في هذه المدينة.

وبني القصر منذ سنة 1787 وحتى سنة 1811 ميلاديًا خلال ثلاث مراحل، على الطراز الهندي السراسيني والذي كان ينتشر في القرن التاسع عشر في الهند. واشترى مجلس مدينة برايتون المحلي المبنى من الملكة فيكتوريا، ومن هنا أضحى واحدا من أهم أماكن السياحة في برايتون، حيث يقبل العديد من الزائرين على القصر للاستمتاع بجمال التصميم في المبنى الذي يضم الكثير من الأجنحة بجانب القباب والأبراج.

قبة برايتون

تعتبر أحد أجمل أماكن السياحة في برايتون، فهي مزيج من روعة التصميم وأسلوب العمارة، تشبه كثيرا روعة القصور في شرق آسيا، كما تعتبر أحد أهم مراكز الفنون الجميلة، حيث تضم قاعة للحفلات الموسيقية وتقام بها أهم الفعاليات الفنية والاحتفالات.

 

يتصل مبنى القبة بقصر رويال بافيليون من خلال نفق أسفل الأرض إلى رويال بافيليون في بافيليون غاردنز ومنه إلى متحف برايتون الشهير.

 

 متحف برايتون

 

في زيارتنا لمتحف برايتون جذب انتباهنا مجموعة من المقتنيات المتعلقة بفنانين حول العالم. كما أن هناك جزء خاص بتاريخ المدينة وأهم المهن التي اشتهرت بها كالصيد والمنتجعات الصحية. كما يضم المتحف مجموعة آثار مصرية لا بأس بها، وقاعة مخصصة لطرق الاحتفال والرقص في الثقافات المختلفة،إلا أن ما يعيبه هو عدم تحديث طرق عرض المقتنيات ووسائل تقديم المعلومات.

 

 رصيف برايتون الفيكتوري

 

 The Brighton Marine Palace عُرف حتى العام 2000 باسم رصيف القصر، ولكن بعد هذا التاريخ تم تغيير اسمه ليُصبح رصيف برايتون  Brighton Pier نسبة للمدينة الشهيرة التي يقع فيها، أفتتح الرصيف بشكل رسمي في العام 1899 ميلاديًا.

 ويُعد الرصيف مُنذ ذلك الحين واحدًا من أهم وأشهر الأماكن السياحية في المدينة، ويعتبر مكانًا رائعًا للاسترخاء والهدوء، ومراقبة أمواج البحر من أمامك والجلوس على الشاطئ من حول الرصيف والتمتع بأوقات لطيفة مع أطفالك باللعب على الرمال المتناثرة حولك. وإذا اتخذت القرار بالقفز للمياه فعليك التوجه للشاطئ والقيام بذلك ما بين العلمين، حيث تتوافر هناك مجموعات الإنقاذ.

 

 آراء الزوار

 

خلال زيارتنا لمدينة برايتون التقينا في أحد فنادقها السيد فهد الخليفي من دولة قطر الذي كان يزور المدينة مع عائلته وقال: أزور العاصمة لندن منذ ما يقارب ٢٥ عام بشكل سنوي، وطالما رغبت في زيارة مدينة برايتون لكن الظروف لم تسمح،إلا أن هذه المرة أتيحت لنا الفرصة للقدوم هنا والتعرف على المدينة ومعالمها السياحية.

 

ويضيف السائح القطري: أخيرا تحققت الأمنية وها أنا هنا مع الأسرة مستمتعين بالبحر والشمس، لقد مشينا على الشاطئ من بدايته للنهاية وزرنا عين برايتون ٣٦٠ درجة التي ترتفع عاليا في السماء لترى المدينة بأكملها من تحتك، كما زرنا عدد من المتاحف وأماكن الجذب السياحي. إنها بالفعل مدينة رائعة.

 في حين يقول أنطونيو من إيطاليا أنه يزور المدينة مع عدد من زملاء الدراسة الجامعية واصفا برايتون بأنها أكثر راحة واسترخاء من لندن، فهناك مجال أرحب للاستمتاع بالحياة والتجول بلا ضغوط وقضاء أوقات سعيدة على شاطئ البحر. كما لفت إلى أن المطاعم هنا تقدم خيارات متنوعة وأسماك طازجة.

   

أما لوكاس الفرنسي والذي يعمل في أحد المطاعم فيقول أنه انتقل للعيش في لندن منذ ثلاث سنوات، وبعد زيارة خاطفة لمدينة برايتون قرر الانتقال مع زوجته للعيش فيها، حيث أنها مدينة ساحلية جميلة وتمنح ساكنيها هدوء وسلاما نفسيا -بعكس لندن- التي قد تكون مدينة ضاغطة وغير مريحة.

 

 

السابق بريطانيا تتجه نحو ركود اقتصادي
التالي بريطانيا .. وداعا للبنزين.. 11 مليون سيارة الكترونية عام 2025